عندما حاربت الظروف حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم شهيراً، قرر هو أن يقلب الحلم ويترجمه إلى واقع، لكن ببعض التصرف، إذ أصبح بالفعل نجماً وبطلاً قومياً فى كرة القدم، لكن إلكترونياً، ومارس هوايته وحولها إلى احتراف ليس بقدميه إنما بأنامله، منطلقاً من عشق النادى الأهلى ومانشستر يونايتد «وأى حاجة حمرا» مارس هشام خاطر كرة القدم من خلال لعبته الإلكترونية المفضلة «فيفا»، ليصبح الممثل الوحيد لمصر فى البطولات العالمية للعبة الإلكترونية.
10 سنوات من أصل 21 سنة هى عمره قضاها فى ممارسة لعبته الإلكترونية، لكنه لم يحترف اللعب سوى فى 2009 من خلال الاشتراك فى مسابقات محلية وعالمية واللعب «أون لاين» على الإنترنت.
هيئة هشام لا تعطى انطباعاً بأنه من محبى أو ممارسى الألعاب الإلكترونية، فجسده النحيل وعدم ارتدائه نظارة طبية كلها أمور تخالف ما يتصوره البعض عن مدمنى هذه الألعاب، خاصة أنه متفوق فى دراسته بكلية الهندسة قسم كهرباء، ورغم ذلك لا تمر دقيقة لا يستمع فيها لنصيحة من أحد أقاربه «يابنى روح ذاكر وسيبك من لعب العيال ده»، دون أن يدركوا أن لعبه هذا يدر عليه دخلاً يغنيه عن العمل بشهادته بعد التخرج.
هشام قرر أن يكون احترافه لعب الفيفا إلكترونياً مصدر دخله، حيث توفر له المباريات التفاعلية، التى يشارك فيها دخلاً جيداً، يصل إلى عشرة آلاف جنيه فى الشهر إذا تفرغ لها، حسب تأكيده.. وقد سبق له أن شارك فى أول بطولة كأس عالم تفاعلية «فيفا» عام 2004 فى جنوب أفريقيا، حيث تخصص الفيفا جائزة للفائز باللقب قيمتها 20 ألف دولار وسيارة، واشترك هشام فى بطولتى 2009 و2010 فى برشلونة، وجاء ترتيبه الأول فيهما فى التأهيلات على المستويين الأفريقى والعالمى، لكنه خرج فيما بعد من دور الـ16 فى كلتيهما، ويتذكر هذه الفترة: فى البطولة الأخيرة كانت لدى مشكلة فى جواز السفر، لكن (الفيفا) تمسكت بمشاركتى للأننى الممثل الوحيد للشرق الأوسط، واتصل المدير الفنى للمنتخب الإسبانى بالسفارة بنفسه، وقبل موعد السفر بيوم طلبت منه السفارة حضورى لتسلم التأشيرة، «بقت الناس تبص لى، وتقول من ابن الريس اللى جاى ياخد الفيزا وهو واقف ده».
احتراف هشام العبة، جعله يتعرف على «الاتحاد المصرى للألعاب الإلكترونية» التابع للمجلس القومى للرياضة، فقد كرمه الاتحاد أكثر من مرة فى حضور المهندس حسن صقر وممدوح البلتاجى، وحسب قوله: «أنا تقريباً اللاعب الوحيد المحترف فيه، رغم أن ميزانيته ربع مليون جنيه فى السنة».
ورغم السخرية التى يتلقاها من بعض أقرانه وأسرته، فإنه يعتبر نفسه فى مهمة وطنية، ويشعر بسعادة خاصة إذا ما حقق مركزاً متقدماً فى اللعبة، إذ يتيح له هذا أن يرفع علم مصر عالياً ويهتف باسمها، وهو ما فعله جزئياً فى ثورة يناير، إذ شارك المتظاهرين أحلامهم بإسقاط النظام وتغيير مصر، لكنه الآن لا يجد مبرراً للاعتصام فى التحرير، بل يراه تعطيلاً للثورة.
هشام قرر أن يقطع علاقته باللعبة رغم ولعه بها بمجرد أن يستقر ويتزوج، وبرر: «هيبقى شكلى وحش قوى، والناس هتعاير مراتى وتقولها جوزك بيشتغل لعيب بلاى ستيشن!».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق