< ظل يدق طبول الحرب ويقول إن 71 هو عام الحسم وشعر بالارتياح لقيام الحرب الهندية الباكستانية
· < الفريق صادق أطلق شائعات ليخلق عداء بين القوات المسلحة والاتحاد السوفيتي وكأنه هو الذي يحمي مصر من الشيوعيين
· < أعمته بصيرته فأصبح لا يفرق بين الشيوعيين كمذهب أيديولوجي والاتحاد السوفيتي كقوة عظمي
· السادات قال للأمريكان أن الروس لم يطلبوا قواعد عسكرية في مصر وإذا فرض علينا الاحتلال الإسرائيلي سأعيد التفكير في كلمة عدم الانحياز
في الفصل السادس عشر يستعرض الشاذلي اجتماعات لهيئة الاركان مع الرئيس أنورالسادات ووزير الدفاع الفريق أول محمد صادق، يقول الشاذلي إن المصريين اطلقوا النكات وقالوا إن السادات أصدر قرارا بتمديد عام 71 عاما جديدا، وألغي عام 72 أما السبب فلأن السادت كان قد وجه طبول الحرب ضد إسرائيل وأعلن حين تولي السلطة خلفا لعبدالناصر أن عام 71 هو عام «الحسم» حربا أو سلما! ولما انتهي العام دون ان يحسم الصراع أطلق علي عام 72 عام الضباب! تعالوا إلي المذكرات:
الفصل السادس عشر
مؤتمر الرئيس في 3 من يونيو 71
في يوم 3 من يونيو 71 اجتمع المجلس الاعلي للقوات المسلحة برئاسة الرئيس السادات وبدأ الرئيس المؤتمر بشرح ما وصفه بالمؤامرة التي كانت تريد أن تتخلص منه وخص بالذكر كلا من الفريق فوزي وأمين هويدي وشعراوي جمعة وسامي شرف ومجدي حسنين وبعد ذلك انتقل إلي خط السياسة الخارجية فقال: إن استراتيجيتنا يجب أن تكون واضحة لكم وهي تتلخص في نقطتين: النقطة الاولي هي الحفاظ علي علاقتنا مع السوفيت والتمسك بها حتي يمكننا بناء الدولة الحديثة اقتصاديا وعسكريا إذ أن الحركة الصهيونية هي هجمة صليبية وسوف تستمر عشرات السنين وأن صداقتنا مع الاتحاد السوفيتي هي التي سوف تساعدنا في التصدي لهذه الهجمة، أما النقطة الثانية فهي الوحدة العربية واننا ملتزمون بهذين الهدفين ونسير قدما في اتمامهما وفي تعليقه علي زيارة الرئيس بودجورني قال: لم يحدث مطلقا أن حاول بودجورني أو أي من أعضاء الوفد السوفيتي التدخل في شئوننا الداخلية ولكن في لقاء خاص بيني وبين الرئيس بودجورني سألني لماذا اخترت هذا الوقت بالذات لطرد علي صبري؟ فقلت له: لقد رأيت أن اعجل بذلك قبل حضور روجرز إلي القاهرة حتي لا يفسر طردي لعلي صبري إذا ماتم بعد زيارة روجرز علي أنه ثمن صفقة أمريكية وقد رد علي بودجورني قائلا: إنهم في القيادة السوفيتية تصوروا هذ التفسير نفسه.
وردا علي سؤال بخصوص التنظيم الطليعي أجاب الرئيس لقد كانت فكرة جمال عبدالناصر في هذا الموضوع هي إنشاء تنظيم من العناصر القيادية الشابة دون أن تعرف اسماؤهم حتي لا يكونون هدفاً لهجوم عناصر مضادة من داخل الاتحاد الاشتراكي أو من خارجه ممن تستبد بهم الغيرة والحقد وقد كانت هذه العناصر تنتخب من القاعدة حتي القمة وقد استغلت بعض العناصر التي كانت تريد أن ترث جمال عبدالناصر هذا التنظيم لكي تفرض سيطرتها علي الشعب فدربتهم عسكرياً وهيأت وخزنت السلاح اللازم لاستخدامه في الوقت المناسب ولحسن الحظ تمكنا من وضع يدنا علي السلاح قبل توزيعه عليهم.
وردا علي سؤال يتعلق بالشائعات الدائرة حول مطالبة الروس بقواعد عسكرية في مصر أجاب الرئيس: هذا غير حقيقي أنا لا أعطي قواعد لأحد وبهذه المناسبة أود أن أقول لكم إنه اثناء زيارة روجرز الاخيرة فإني أخبرته بأنني سأنشئ أكاديمية جوية وأني سأستعين بالروس لانشائها وانني لن استطيع النوم قبل أن يصبح لدينا 1000 طيار مدرب قل له كذلك: إن الامريكان يعلمون جيدا أننا أصحاب الكلمة في أرضنا وقد اخبرت روجرز ايضا بأن اذا فرض علينا الاحتلال الاسرائيلي فإنني سأعيد التفكير في كلمة عدم الانحياز.
ورداً علي سؤال خاص بالنواقص التعبوية التي تؤثر علي المعركة الهجومية قال الرئيس: إنكم مطالبون بالعمل في حدود الامكانات المتاحة لكم، لو أنكم عبرتم القناة واحتللتم عشرة سنتيمترات فقط شرق القناة وأقول ذلك طبعا للمبالغة فإن ذلك سوف يغير الموقف السياسي دوليا وعربيا.
مؤتمر الرئيس يوم 4 من نوفمبر 71
في يوم 4 من نوفمبر 71 عقد مؤتمر برئاسة السيد الرئيس حضره كل من الفريق صادق وأنا واللواء عبدالقادر حسن واللواء بغدادي واللواء محمد علي فهمي واللواء الليثي ناصف والجنرال أوكينيف
OKENEV كبير المستشارين السوفيت وقد امتد
المؤتمر من الساعة التاسعة مساء حتي الواحدة بعد منتصف الليل، ودار في ما يلي:
1ـ أدلي الرئيس بما يلي:
أـ اجتمعت أمس بمجلس الامن القومي وسوف تعبأ جميع موارد الدولة لاغراض المعركة.
ب ـ سوف أعلن يوم الخميس القادم 11 من نوفمبر سحب مبادرتي لفتح قناة السويس التي كنت قد أعلنتها في 4 من فبراير الماضي تحت شروط خاصة.
ت ـ قال موجها كلامه الي الجنرال أوكينيف: لأعلمك فقد أرسلت إلي أمريكا أخبرهم بأننا سندخل سيناء حتي لو بالبنادق فقط.
ث ـ أعلن نفسي منذ الان قائداً عاما للقوات المسلحة وعليه يجري تخصيص مكتب لي في القيادة.
2ـ أدلي الجنرال أوكينيف بما يلي:
أـ ستصل الطائرات TU-16 ومعها الاطقم اللازمة لتدريب الطيارين والملاحين المصريين فورا.
ب ـ إن المارشال جريشكو وزير الدفاع في الاتحاد السوفيتي يطالب بأن يتم تدريب فوج الكوادرات «سام 6» في الاتحاد السوفيتي، حيث إن تسهيلات التدريب لهذا الفوج ليست متيسرة في مصر.
ت ـ لقد وصلتني من الاتحاد السوفيتي صور عن سيناء التقطتها الاقمار الصناعية السوفيتية، وأني أضعها تحت تصرف القيادة المصرية.
مؤتمر الرئيس في 19 من نوفمبر 71
في يوم 19من نوفمبر 71 عقد الرئيس مؤتمر افي قاعدة إنشاص الجوية حضره كل من الفريق صادق وأنا واللواء بغدادي واللواء حسني مبارك واللواء الليثي والسفير السوفيتي في مصر والجنرال أوكينيف وقد دار خلال هذا المؤتمر الحديث التالي:
الرئيس:
وصلني بيرجس أمس الاول وقد قلت له إن خبرتي السابقة معكم تجعلني لا أثق بكم وانكم تحاولون تحويل مبادرتي إلي معني لم اقصده اطلاقا بحيث تصبح لصالح إسرائيل، لقد سبق لهم أن سألوني «يقصد الامريكيين» إذا سارت عملية الانسحاب طبقا لمبادرتي فهل يمكن تمديد فترة وقف اطلاق النار؟فأجبتهم بأن ذلك ممكن ويمكننا أن نمدد هذه الفترة ثلاثة أشهر فثلاثة أخري لمدة اقصاها سنة،ولكني سحبت ذلك كله في مقابلتي أول أمس، وقد سألني بيرجس: هل أقوم بإبلاغ واشنطن بأنك لا تثق بنا وأنك لن تتفاهم معنا إلا بعد أن ترد إسرائيل علي مذكرة يارنج بالايجاب؟ فقلت له نعم وقد اخبرني هو بأنه علم أنه قد وصلتنا طائرات قادرة علي إطلاق صواريخ اسرع من الصوت وأنها مصممة أساسا لضرب السفن الحربية وأن ذلك يقلق حكومة واشنطن لانه يدخل ضمن حساب توازن القوي بيننا وبين الاتحاد السوفيتي،أخبرته بأني لن أعلن الحرب علي أمريكا ولكن يجب أن تعرفوا أن ضرب العمق عندي سيقابل بضرب العمق الاسرائيلي وقلت له أيضا: يجب أن تخجلوا من أنفسكم وذكرها الرئيس مرة أخري باللغة الانجليزية you should be
shamed of yourself لهذا القلق الذي تشعرون به
انكم تعطون إسرائيل الفانتوم التي تستطيع بها أن تضرب العمق عندي ثم تقولون انكم تشعرون بالقلق عندما استطيع أن أحصل علي السلاح الذي يمكنني من ضرب العمق الاسرائيلي.
اللواء بغدادي:
لقد علمت من رئيس المستشارين في القوات الجوية أن سرعة هذه الصواريخ هي 1200كم في الساعة، وفي اعتقادي أنه ما لم تكن سرعتها تعادل ضعف سعة الصوت فإن هذه الصواريخ تكون عديمة القيمة.
الجنرال أوكينيف:
هذه معلومات غير صحيحة ثم شرح بعد ذلك أنواع الصواريخ التي تقرر امدادنا بها وخصائص كل منها وأني اعتذر للقارئ عن عدم امكان اذاعة هذه المعلومات.
الرئيس: إني اقبل تفسير الجنرال أوكينيف.
الجنرال أوكينيف: إن المشكلة الحقيقية هي تدريب الملاحين إن كل ملاح يحتاج إلي500 ساعة تدريبية.
الرئيس: لقد استدعي الامريكيون الجنرال دايان لزيارة امريكا ولاشك انهم سيطلعونه علي معلوماتهم عن الطائرة TU16 حاملة الصواريخ وأخشي أن يقوم العدو بضربة مفاجئة ليسبقنا بالهجوم لذلك فإني اطلب من الجانب السوفيتي أن يستطلع لنا سيناء بواسطة الطائرات M-500 وأن يقوم أيضا باستطلاع اسرائيل نفسها بواسطة الاقمار الصناعية.
اللواء بغدادي: إن الخمسين طائرة ميج M F 21 التي قيل إنها ستصل إلينا خلال عام 71 تحتاج إلي 3 اشهر للتركيب كذلك فإن ورش عمرة «تجديد المحركات واصلاحها بعد فترة تشغيل معينة كما هو الحال في محركات العربات» محركات الطائرات التي يقوم السوفيت بإنشائها في مصر لم يتم الانتهاء منها وأني أرجو السرعة في إنهاء هذه الامور.
الرئيس: اطلب من السيد السفير ابلاغ الزعماءالسوفيت بسرعة توريد ما اتفقنا عليه واحاطتي بمواعيد وصول هذه الامدادات كذلك اطلب سرعة تشغيل مصنع الطائرات وورش العمرة.
زيارة الجبهة: لقد كان يوم 19 نوفمبر 71 يوافق
اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك، وبعد انتهاء المؤتمر رافقت السيد الرئيس في زيارته للقوات المسلحة فاجتمع برجال القوات الجوية والقوات الخاصة في اليوم نفسه ثم انطلقنا الي الاسماعيلية حيث قضينا الليلة هناك والتقينا برجال الجيش الثاني، ثم انطلقنا في صباح اليوم التالي إلي الجنوب حيث التقي الرئيس برجال الجيش، ثم عدنا إلي القاهرة في مساء يوم 20 من نوفمبر.
وفي خلال الفترة ما بين 21 من نوفمبر وحتي نهاية الشهر كان مجهودي الرئيسي موجها للقيام بالتزاماتي تجاه الجامعة العربية بصفتي الأمين العسكري المساعد لها، فبموجب هذ المنصب كنت اقوم بأعمال رئيس الهيئة الاستشارية العسكرية التي تتكون من رؤساء أركان حرب الجيوش العربية أقوم بأعمال السكرتارية لمجلس الدفاع المشترك العربي الذي يتكون من وزراء الخارجية والدفاع في الدول العربية، وقد كان رؤساء أركان حرب القوات المسلحة في الدول العربية سوف يبدأ وصولهم إلي القاهرة اعتبارا من 21 من نوفمبر وتنتهي اجتماعاتهم في 26 نوفمبر ثم يبدأ بعد ذلك اجتماع مجلس الدفاع المشترك في الفترة ما بين 27ـ30 نوفمبر.
مؤتمر الرئيس يوم 2 من يناير 1972
انعقد المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة الرئيس السادات يوم 2 من يناير 72، وفيما يلي أهم ما جري خلال هذا المؤتمر:
الرئيس: إن أمريكا تدعم إسرائيل بكل شئ في حين أن الاتحاد السوفيتي لم يمدنا بما وعدني به في اكتوبر الماضي، ان الاتفاقية التي وقع عليها اللواء عبدالقادر حسن مؤخرا في موسكو لم تشمل الاصناف كلها التي وعدني بها القادة السوفيت إن أمريكا لن تقوم بممارسة أي ضغط علي إسرائيل وانهم يقولون إن الدور الذي يقومون به هو عامل مساعد فقط «استخدم الرئيس الكلمة الانجليزية
CATALIST» أن اندلاع الحرب الهندية الباكستانية
يجعلني أراجع جميع حساباتي حيث إن الحرب بين الهند وباكستان لم تنته بل انها في الحقيقة قد بدأت. طلب الرئيس بعد ذلك الاستماع إلي تقارير القادة فكانت كما يلي:
لواء محمد علي فهمي «قائد الدفاع الجوي»: إن مشكلتي تنحصر في أنه مطلوب مني أن أقاتل في معركة هجومية بأسلحة دفاعية.
محمود فهمي «قائد القوات البحرية»: يجب أن نمارس الضغط علي الاتحاد السوفيتي يجب أن نغلق الموانئ المصرية في وجه الاسطول الروسي، ويمكن أن يتم ذلك بالتدريج شيئا فشيئا إلي أن يتم المنع نهائيا إذا لم يستجيبوا لمطالبنا.
اللواء بغدادي «قائد القوات الجوية»: احتاج إلي طائرات ردع تستطيع أن تصل إلي عمق إسرائيل.
اللواء علي عبدالخبير «قائد المنطقة المركزية»: هناك أوجه قصور كثيرة في القوات المسلحة بالنسبة للمعركة الهجومية أهمها ضعف الطيران والنقص في الحركة والنقص في وسائل المواصلات وأسلوب فتح الثغرات في حقول الالغام.
اللواء سعيد الماحي «قائد المدفعية»: يجب أن نقوم بعمل ما في حدود امكاناتنا.
الفريق الشاذلي: علي الرغم من قلة الامكانات إلا أن القوات المسلحة قادرة علي القيام بعملية هجومية محدودة يجب أن يقوم سيادة الرئيس بالاتصال بالجانب السوفيتي ويعرف موقفهم في حالة قيامنا بعملية هجومية حيث إن لديهم قوات كبيرة في مصر، إن لديهم لواءين طائرات قتال وفرقة دفاع جوي، وهم يسيطرون علي امكانات الحرب الالكترونية ويجب أن نعلم كقادة هل سيشترك معنا السوفيت أم لا، وفي حالة اشتراكهم فيجب أن نعلم حدود هذا الاشتراك حتي يمكن أن يكون تخطيطنا سليما.
الفريق صادق: إننا جميعا علي استعداد للقتال الفوري ولكن يجب أن يكون النصر مضمونا إن البلاد لن تتحمل ما هو اقل من النصر اننا سنقوم باستكمال العجز من الكتلة الغربية وسأخبر سيادتكم بمجرد الانتهاء من ذلك.
قصة الضباب: لاشك أن السادات قد شعر بالارتياح
العظيم عندما سمع باندلاع الحرب الهندية الباكستانية في 3 من ديسمبر 1971 إذ أنه لا يمكن أن يعترف بخطئه وهو دائما يبحث عن شخص أو سبب ليحمله مسئولية الخطأ لقد قضي طوال عام 71 وهو يدق طبول الحرب ويقول إن عام 71 هو عام الحسم إما سلما وإما حربا وها قد انتهي عام 71 دون أي حسم وقد بدأ الشعب المصري ـ الذي يمارس الديمقراطية فقط من خلال النكتة ـ يطلق النكات ومن بين هذه النكات نكتة تقول: إن الرئيس قد اصدر قرارا جمهوريا باعتبار عام 72 امتدادا لعام 71 ومحرم علي أي فرد ان يستخدم الرقم 72 وكان علي السادات أن يرد علي هذه النكات وأن يجد المبرر لعدم قيامنا بالهجوم علي إسرائيل خلال عام 71 فلم يجد سببا إلا الحرب الهندية الباكستانية وحكاية «الضباب» الباكستانية وعن قصة الضباب قال السادات: لقد أمر جمال القوات الجوية ذات يوم بأن تقصف قوات العدو المتمركزة شرق القناة فلما ذهبت طائراتنا إلي المنطقة وجدت أن هناك ضبابا كثيفا يغطي المنطقة ويحجب الرؤية فعادت إلي قواعدها دون أن تنفذ المهمة التي كلفت بها فأمر جمال بأن تقوم القوات الجوية بتنفيذ المهمة بعد ساعة أو ساعتين يكون فيها الضباب قد انقشع من فوق المنطقة ولكن قواتنا لم تتمكن من تنفيذ المهمة للمرة الثانية لانها وجدت أن الضباب كان مازال موجودا أمر جمال بتكرار العملية للمرة الثالثة ولكن طائراتنا عاد للمرة الثالثة دون ان تستطيع تنفيذ المهمة وهنا قال جمال: خلاص بأه يمكن ربنا مش عوزنا نقوم بهذه الضربة وبعد هذه القصة المثيرة عن الضباب انتقل السادات الي قصة الحرب الهندية الباكستانية وقارن بينها وبين الضباب الذي منع جمال عبدالناصر من تنفيذ الغارة الجوية علي المواقع الاسرائيلية خلص من ذلك الي أنه لولا قيام الحرب الهندية الباكستانية لقامت الحرب عام 71، ولكان عام 71 هو عام الحسم كما سبق أن قال: لقد أخطأ الرئيس السادات عندما اعتقد أن الشعب المصري يستطيع أن يبتلع ويهضم قصة الضباب وعلي العكس من ذلك فقد جعل الشعب المصري من قصة الضباب مادة جديدة للنكتة والسخرية.
اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة
في يوم 18 من مارس 72 اجتمع المجلس الاعلي للقوات المسلحة برئاسة الفريق صادق حيث ابلغنا بما يلي:
1ـ هناك شائعات تقول إن هناك خلافا بين الفريق صادق والسيد عزيز صدقي وهذا غير صحيح.
2ـ هناك شائعات بأن الفريق صادق علي خلاف مع الاتحاد السوفيتي وهذا غير صحيح، حيث إن الخلاف هو خلاف مبادئ.
3ـ هناك شائعة بأن القوات البحرية في مرسي مطروح والاسكندرية قد وضعت تحت سيطرة السوفيت هذا غير صحيح
4ـ لقد عاد الفريق عبدالقادر من موسكو دون أن يوقع علي الاتفاقية الجديدة حيث إن الروس طلبوا أن ندفع ثمن الطائرات TU22 والدبابات T62 والذخيرة بالعملة الصعبة وبالثمن الكامل وبالتالي فإن الطائرة TU22 يصبح ثمنها 5.6 مليون روبل والدبابة T62 يصبح ثمنها 250000 روبل وقد رفض الجانب المصري التوقيع علي الاتفاقية بهذه الشروط وبالتالي فإن هذه الاصناف لن تحضر.
في غياب الديمقراطية فإن الشائعة هي السلاح الوحيد الذي يستطيع بواسطته الشعب أن يعبر عن رأيه ولكن في كثير من الاحيان فإن القيادة السياسية تعمد هي نفسها الي خلق وترويج بعض الشائعات لكي تخدم غرضا معينا وفي اعتقادي أن ما ذكره الفريق صادق من شائعات في اجتماع المجلس الاعلي يوم 18 من مارس هو من هذا النوع من الشائعات التي فجرها لكي يخلق العداوة بين أفراد القوت المسلحة وبين الاتحاد السوفيتي ولكي يظهر وكأنه هو الذي يحمي مصر من تيار الشيوعية. إن الفريق صادق يكره الشيوعية كراهية شديدة، وهذا أمر يخصه وليس لاحد أن يحاسبه علي ذلك ولكن عداوته للشيوعية قد اعمت بصيرته فأصبح لا يفرق بين الشيوعية كمذهب أيديولوجي والاتحاد السوفيتي كدولة عظمي تقوم بامدادنا بالسلاح الذي يمكننا من تحرير أرضنا المحتلة، كان كل من يدعو إلي تصفية الجو وتحسين العلاقات مع الاتحاد السوفيتي من أجل مصر هو عدو شخصي للفريق صادق بل قد يذهب الي ابعد من ذلك فيتهمه بالانتماء الي الشيوعية والعمالة للاتحاد السوفيتي، لذلك فإن ما قاله صادق في هذا المؤتمر كان في الواقع هجوما علي عزيز صدقي وليس نفيا لهذه الشائعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق